السكبة
إذا كان للفاعليات الطرابلسية: السياسية والدينية والنيابية مآدبهم الرمضانية المتلفزة، فإن لسكان الأحياء الشعبية والمناطق الداخلية من طرابلس «مآدبهم» المتواضعة، وعاداتهم المتوارثة عن الآباء والأجداد، ومن أبرزها عادة «السكبة».
و«السكبة» توزيع جزء من الطعام أو معظمه عل الجيران والأقارب والفقراء خاصة، فترى فتيان الحي يحملون أطباق الطعام قبيل المغرب يطوفون بها على عدد من أهالي الحي تقرباً، وتمتيناً للأواصر، أو عن روح المرحوم. وربما لإحدى الجارات الحوامل التي أطلت من نافذة دارتها فاشتمت رائحة طبخ الجيران، فاستحلت، ومن الضروري تنفيذ رغبة «الوحام».
والصحن لا يعود فارغاً في اليوم التالي بالطبع، وهكذا تتزين موائد الإفطار في الحي الواحد بالمأكولات نفسها أحياناً، وتفعل هذه العادة الرمضانية الطيبة فعلها في النفوس، وخاصة لما للطعام من تأثير في زيادة الألفة والتواصل.