توزيع الزكاة
رمضان شهر البر والخيرات وقد كان عليه الصلاة والسلام أجود ما يكون في رمضان، وقد حرص الميسورون من أبناء طرابلس – ولا يزالون – على توقيت إخراج زكاة أموالهم في شهر رمضان، وليغتنموا هذا الشهر الكريم في زيادة عطاءاتهم وتقديماتهم إلى الفقراء والمحتاجين والمؤسسات الخيرية والرعائية والاجتماعية والصحية وغيرها.
إن الزكاة، هذه الفريضة الثالثة في الإسلام، والمقرونة في معظم الآيات مع الفريضة الثانية، إقامة الصلاة، لها موسمها المتعارف عليه في رحاب الفريضة الرابعة: صوم رمضان، حيث يكون شهر الصوم مناسبة لتوزيع زكاة المال 2.5 بالمائة، لتتعزز في هذا الشهر الفضيل مظاهر التكافل الاجتماعي.
ويستفسر المزكون من العلماء ومن أمين الفتوى في طرابلس ومن قضاة الشرع عن أنصبة الزكاة وأنواعها ومصارفها الثانية، والسؤال عن عناوين الأسر المحتاجة والمتعففة التي تستحق الزكاة.
كما يستطلعون أحوال المؤسسات الخيرية المختلفة، التي تعمد مجالس إدارتها إلى إقامة مآداب إفطار تعرض من خلالها نشاطاتها ومشاريعها توخياً لتبرعات تعينها على الاستمرار في مهماتها الخيرية والإنسانية.
ولكن، ومنذ نشوء مؤسسات لجمع الزكاة في طرابلس منذ حوالي العقود الثلاثة، فقد بادر معظم الراغبين في تأدية الزكاة إلى توكيل هذه المؤسسات مهمة إنفاقها في مصارفها الشرعية الثمانية الواردة في القرآن الكريم، حيث تتوافر لدى هذه المؤسسات مئات العناوين للأسر المحتاجة وذوي الأيتام والأرامل والمعوقين والعاجزين.
وأبرز هذه المؤسسات «بيت الزكاة والخيرات» الذي كان له فضل السبق في القيام في هذه المهمة الموكلة إليه، كما نشأت لجان صندوق الزكاة التابعة لدار الفتوى لهذا الغرض في كل من: طرابلس والمنية والضنية وعكار والقلمون، والتي تقوم بنشاطات خيرية ملحوظة.