أسواق العيد
وتختلط غصة الصائمين بوداع رمضان مع بهجة اقتراب عيد الفطر، وبخاصة لدى الأولاد الذين يلحون منذ منتصف شهر الصوم على الأهل لشراء ملابس العيد.
كانت أسواق طرابلس قبل نحو نصف قرن تعج بالمتسوقين منذ مطلع شهر رمضان، وذلك لأن معظم الطرابلسيين كانوا يفضلون خياطة الملابس والقمصان بدلاً من شرائها جاهزة كما هي الحال الآن. لذا كنت ترى خياطي الجوخ والقمصان يصلون الليل بالنهار منذ منتصف رمضان ليستطيعوا تأمين طلبات الزبائن، وكذلك الأمر خياطات المنازل.
من هنا كان الازدحام لشديد في سوق البازركان لشراء الأقمشة، وكذلك الأمر للتوصية على أحذية جديدة غير الجاهزة، مما أسهم في تحريك العجلة الاقتصادية في محلات صناعة الأحذية والخياطة وباعة الأقمشة.
ويزداد ازدحام الأسواق في الاسبوع الأخير من رمضان وبخاصة في محلات تجهيزات العرائس حيث يجمع معظم المخطوبين على إقامة حفل الزفاف في أحد أيام العيد.
وكانت طرابلس مدينة التسوق الشمالية لأهل المناطق لرخص أسعارها وتنوع بضائعها قبل أن تتفرع المؤسسات الجارية إلى مراكز الأقضية. ولكن لا تزال الحيوية تسود أسواقها التجارية، وخصوصاً في الأيام الأخيرة من الشهر الفضيل، حيث تهرع ربة المنزل لتأمين لوزام طبخة العيد.
ويؤمن أصحاب محلات اللحوم الطلبات قبل يومين من إطلالة العيد خشية أن يكون شهر رمضان 29 يوماً، وتكاد مأكولات العيد تتشابه في معظم البيوت ومن أهمها: ورق العنب، المحاشي، وغيرها مما يشتهر به المطبخ الطرابلسي.
كما تزدحم محلات السكاكر وبساطاتها بالزبائن الذين يحرصون على شراء نقولات العيد لواجب الضيافة…
ولا ينسون شراء كميات مضاعفة من الخبز التي يجب أن يكفيهم لأيام العيد بسبب عطلة الأفران في هذه المناسبة.
ويحرص الطرابلسيون على التجوال بعيد العصر، أو ليلاً في أسواق: «الكندرجية» و«العطارين» و«البازركان» و«سوق القمح» و«الراهبات» وسط مسيرات التكبير والتهليل من هنا وأغنية «الليلة عيد» و«هلت ليالي حلوة وهنية» في مكان آخر من البسطات المنتشرة في معظم الأسواق الشعبية.