طرابلس لبنان - سياسية مستقلة

يوم الجائزة

إنه عيد الفطر، يوم الجائزة للصائمين القائمين حقاً طوال شهر البركات، يستحقون وعد الله «كل عمل ابن له إلاّ الصوم فإنه لي وأنا أُجزي به»…

وكما كانوا يتلهفون لرؤية هلال رمضان في التاسع والعشرين من شهر شعبان، فإنه تتم بعد غروب 29 رمضان احتفالية التماس هلال شوال. فيما شوارع وأسواق طرابلس التجارية مزدحمة بالمتسوقين ينجزون طلبات أولادهم، ويتسقطون من حين لآخر أي خبر عن موعد العيد: غداً أم بعد غد؟! ولريما تأخر موعد إعلان الأول من شوال حتى قبيل السحور في بعض السنوات وذلك لوجود غيوم تحجب الرؤية، فيظلون على اتصال مع العاصمة لمعرفة رأي من يكون قد ثبتت لديه الرؤية.

أما في أيامنا هذه فلا يستغرق الإعلان عن بدء شوال سوى بضع دقائق حوالي العشاء، ويتم ذلك من خلال تشاور مع عدد الفعاليات الدينية في بعض الدول العربية من أجل توحيد موعد العيد. كما حاولوا ذلك لتوحيد موعد الأول من رمضان.

وقد حدث مرة أن تأخر وعد إعلان بدء يوم العيد حتى ساعة متأخرة من الليل مما دفع أصحاب المحلات التجارية المختلفة والخياطين والحلاقين إلى إغلاق محلاتهم، ليفاجأوا قبيل السحور بمدافع سبعة تعلن ثبوت رؤية هلال الأول من شوال.

ويهرع عند ذلك التجار والحرفيون معاً لتعود الحركة مجدداً عند السحور من أجل إنجاز مهمات التسوق والتحضير لصلاة العيد بعد أن ناموا على يقين بأن العيد بعد غد.

وتلبس طرابلس حلة جديدة من بهجة العيد بعد أداء الصلاة في الفلوات وتبادل التهنئة بصيام مقبول و«تقبل الله الطاعات» وكل عام وأنتم بألف خير، لا تخلو من غصة وداع الشهر الحبيب ضيف المدينة اللطيف الذي خيم على كل فرد وأسرة فيها، وعمت بركاته وخيراته مجتمع المدينة بما لم تشهده مدينة أخرى في لبنان.

ألم نقل في البدء ان رمضان طرابلس انقلاب في النفس والأسرة والمجتمع؟ أنعم به من انقلاب سلمي أذعن الجميع لبلاغاته وأوامره بدون ضغط أو إكراه.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.