طرابلس لبنان - سياسية مستقلة

أزمة النفايات في الشمال: غياب الحلول الجذرية… وتزايد المخاطر البيئية والصحية لقاءات مع المهندس سمرجي (طرابلس) والقائمقام الرافعي (زغرتا) والقائمقام البايع (الضنية) ورئيسة البلدية بعيني (مجدليا)

نفايات مكدسة على اوتوستراد المنية

أزمة النفايات عامة في لبنان لم تسلك طريق الحل بالرغم من القرارات والمشاريع الحكومية في السنوات القليلة الماضية.
وشمال لبنان ليس بمنأى عن هذه الأزمات التي تتفاقم في بعض الأقضية الشمالية والتي تنجم عنها أضرار ومخاطر بيئية وصحية كثيرة وكبيرة أيضاً، خاصة اننا في بداية فصل صيفٍ يبدو انه سيكون ملتهباً، وعلامات تلك المخاطر صارت تظهر جلية للعيان، إن عبر الروائح الكريهة، أو عبر العصارات المتسربة من الكميات المكدسة في المكبات أو في الطرقات، أو في المكبات العشوائية، أو رمي النفايات في أماكن عامة وخاصة، وكذلك تهريب نفايات من منطقة إلى أخرى.
في هذا التقرير تنشر «التمدن» تحقيقاً حول قضايا النفايات في أقضية: طرابلس وزغرتا والمنية – الضنية.

المهندس طارق سمرجي

قضاء طرابلس: المهندس طارق سمرجي
قضية النفايات في قضاء طرابلس وتحديداً في «إتحاد بلديات الفيحاء» ليست جديدة بل مزمنة يشهد عليها جبل النفايات الذي يكاد ينافس بارتفاعه بعض الجبال اللبنانية، وبالمقابل حلول «ترقيعية» ومؤقتة لأزمات مستعصية لا تجدي نفعاً.
المستشار البيئي لرئيس «إتحاد بلديات الفيحاء» المهندس طارق سمرجي أوضح في حديث إلى «التمدن»:
«أن المطمر المؤقت الذي إستُحدث خلف المكب يستقبل النفايات منذ شهر شباط الماضي، ولم يعد يُستعمل كمكب»،
«أن كمية النفايات التي تدخل المطمر يومياً تبلغ حوالي 550 طناً نظراً لزيادة كمياتها خلال شهر رمضان، بينما في الأيام العادية تتراوح ما بين 450 و480 طناً، وهي تعود لمدن الاتحاد حصراً».
سبب الروائح
وعن أسباب إنبعاث الروائح الكريهة من المطمر الجديد قال:
«معمل الفرز والتسبيخ يقوم بالفرز فقط، وكمية النفايات العضوية التي يجب تسبيخها تبلغ حوالي 50 بالمائة من النفايات اليومية، ونظراً لتوقف المعمل عن التسبيخ يتم طمرها في المكب مما يؤدي إلى تخمرها وانبعاث الروائح الكريهة منها».
لا جديد للتطوير
وعن إعادة تطوير وتأهيل المعمل من أجل تسبيخ النفايات فيه بطرق علمية وتقنية تحول دون تكرار إنبعاث الروائح الكريهة قال سمرجي:
«لا جديد في هذا الشأن حتى الآن».

القائمقام إيمان الرافعي

قضاء زغرتا: القائمقام إيمان الرافعي
قضاء زغرتا يعاني أيضاً من مشكلات النفايات ما دفع القائمقام إيمان مصطفى الرافعي إلى إعلان «حالة طوارىء بيئية»، بعد إغلاق «مكب عدوي»، وتضمن الإعلان:
الفرز من المصدر عملية بدأت
– إطلاق حملة توعية للمواطنين لرفع مستوى نجاح عملية الفرز من المصدر التي بدأت في معظم بلدات القضاء وبالتعاون مع الجمعيات المعنية، الأمر الذي يُخفف من الضغط على البلديات.
مراكز ثانوية للتدوير
– إنشاء مراكز فرز ثانوية للتدوير والتسبيخ والتخزين في القرى والبلديات على مساحة تقدر بـ 200 متر مربع لكل 1000 مواطن، على أن يتم إعلامنا مسبقاً بالمواقع المقترحة للتأكد من السلامة البيئية.
المناطق التي لديها حدائق
– معالجة الفضلات العضوية في المناطق التي لديها حدائق وفقاً لارشادات المتطوعين في الجمعيات التي تُعنى بالبيئة.
«المرفوضات الصحية»
– تكييس المرفوضات الصحية ليصار إلى نقلها إلى موقع يتم تحديده لاحقاً مع المراجع المعنية.
ماذا بعد إغلاق «مطمر عدوي»
القائمقام إيمان الرافعي تابعت حديثها إلى «ان أزمة النفايات تستوجب إعلان حالة طوارىء بيئية، خاصة بعد إغلاق «مطمر عدوي» غير القانوني من قبل صاحبه الذي يتذرع بعدم تسديد الأموال المستحقة على البلديات التي ترمي نفاياتها في المكب تارة أو بعدم القدرة على إستيعاب أية كمية من النفايات تارة أخرى، بالرغم من انه ما يزال حتى الآن يستلم كميات من النفايات ويرميها عشوائياً».
من زغرتا لا إخراج ولا إدخال
وأكدت الرافعي على «منع إخراج النفايات من قضاء زغرتا إلى أماكن أخرى ومنع إدخالها إلى القضاء أيضاً.
وقد شددنا على البلديات لتطبيق الفرز من المصدر، وعلى تنظيم محاضر ضبط بحق كل من يقوم بحرق النفايات أو رميها أو طمرها عشوائياً».
مكبات عشوائية
وأوضحت: «هناك مكبات عشوائية منها: مكب في بلدة مجدليا، فاتخذنا الاجراءات اللازمة وطلبت من المدعي العام البيئي اجراء اللازم، خاصة ان عائلات من النازحين السوريين تقيم بالقرب من المكب، والأطفال يلهون بين النفايات والردميات، وكذلك تواصلنا مع وزارة الشؤون الاجتماعية لحل هذه المسألة حرصاً على سلامة هؤلاء الناس».
إتحاد البلديات ينسق مع الوزارة
وختمت: «وقد تم شراء قطعة أرض في بلدة كفريا لإنشاء معمل معالجة ومطمر صحي للنفايات في قضاء زغرتا».

القائمقام رولا البايع

قضاء المنية – الضنية: القائمقام رولا البايع
في بلدات في قضاء المنية – الضنية تتكدس النفايات العضوية وغير العضوية في حاويات وحولها وفي الطرقات منذ إغلاق «مكب عدوي»، ما تسبب بانتشار الروائح الكريهة والحشرات الضارة، وتقوم بعض البلديات بتكييس النفايات، ريثما تُحل المشكلة، إلاّ أن مرور الوقت في صيف حار جداً يعني ازدياد المخاطر البيئية والصحية.
كل بلدية تقوم بما تقدر عليه
قائمقام المنية الضنية رولا البايع أوضحت لـ «التمدن»:
«ان كل بلدية من بلديات القضاء تقوم بالاجراءات القادرة عليها، ومنها الفرز من المصدر وبالطرق الممكنة حالياً ريثما يتوفر الحل الذي نعتقد انه ممكن خلال بضعة أيام».
الحل الأفضل
وقالت: «قدمنا عدة تصورات لحلول ممكنة إلاّ أن أي تصور يلاقي رفضاً من الأهالي في هذه البلدة أو تلك، واعتقد ان من واجب الكل التعاون لتحقيق الحل الأفضل والذي يتلخص باقامة معمل فرز بمواصفات عالمية، وان يكون الطمر محكوماً بقواعد الصحة والسلامة العامة».
مجدليا: رئيسة البلدية جومانة بعيني

رئيسة بلدية مجدليا جومانة بعيني

بعد ما تناقلته وسائل تواصل إجتماعي عن رمي نفايات، منها عضوية، عند حدود بلدة مجدليا مع مدينة طرابلس سألت «التمدن» رئيسة بلدية مجدليا جومانة بعيني عن الأمر فأوضحت: «ان ما حصل من رمي نفايات لأحد المستشفيات كان ناجماً عن خطأ، إذ قام أحد عمال المستشفى بتسليم كيس مغلق لأحد عمال البلدية الذي رماه بدوره، وعندما علمنا بالأمر سارعنا لاتخاذ الاجراءات اللازمة ومنها التنبيه وتوجيه تحذير إلى المستشفى من مغبة تكرار الأمر، وفتحنا تحقيقاً بالقضية».
نحرص على الصحة لأهلنا في طرابلس وفي مجدليا
وأكدت بعيني «الحرص على صحة وسلامة الجميع في طرابلس ومجدليا، فهم أولادنا وأهلنا، ونحن نشتغل بضمير أولاً وبالقانون ثانياً».
ملاحقة من رمى في الوادي
وبالنسبة لرمي نفايات في الوادي قالت: «ألقينا القبض على الفاعل واتخذنا الإجراء اللازم بحقه».

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.