بعد عودته من المؤتمر السادس الذي شارك فيه هذا العام… د. عبدالله نديم بيسار: طُرحت قضايا هامة منها: الإفراط والعشوائية بتناول المضادات واستعمال الخليوي والتلفاز… التهابات المسالك…لقاح سرطان الرحم
د. عبدالله بيسار، الاخصائي بطب وأمراض الدم عند الأطفال وأمراض الدم، يحرص بشدة على مواكبة التطور العلمي – الطبي الحاصل عالمياً، كما يحرص على المشاركة في المؤتمرات وورش العمل الطبية ذات الصلة بالأطفال في العالم،
ليقدم لأطفالنا آخر ما توصل إليه العلم من علاجات.
د. عبدالله نديم البيسار
د. عبدالله نديم بيسار العائد من آخر مؤتمر طبي حضره وهو المؤتمر السادس الذي شارك فيه هذا العام تحدث إلى «التمدن» عن المواضيع الطبية التي عُرضت ونوقشت.
وسألناه عن تفاصيل هذا المؤتمر فقال:
«عُقد المؤتمر في منطقة «كايدوكيا» السياحية في تركيا، وهو مخصص لدول حوض «البحر الأبيض المتوسط» بدعوة من «جمعية أطباء الأطفال في لبنان» بالتنسيق مع الجمعيات في البلدان العربية، وكانت مشاركة عربية واسعة.
مواضيع المؤتمر
المؤتمر تناول العديد من المواضيع:
دراسات أُعدت في لبنان عن الجراثيم (الميكروبات) الموجودة حالياً والتي تتمتع بمناعة نتيجة للاستخدام المفرط للأدوية المضادة للالتهابات، وهذا ما يظهر من خلال الفحوصات،
إن إستمر الوضع فأكثر الوفيات سنة 2030 ستنجم عن الإلتهابات
إذ تظهر ميكروبات مقاومة لكل أنواع المضادات، وهذا الأمر خطير، وفي حال إستمر الوضع، فإن أول وأكثر الوفيات في العام 2030 ستكون ناجمة عن الالتهابات».
مخاطر العشوائية في تناول المضادات
وأشار إلى «مخاطر تناول الأدوية المضادة بكثرة وبعشوائية ودون استشارة طبية».
والمعروف – تابع د. عبدالله بيسار –«ان تناول الأدوية المضادة يؤدي إلى «قتل» الخلايا الجيدة التي تلعب دوراً كبيراً في توفير المناعة لدى الإنسان، بمعنى آخر يقوم المرء بتخفيض مناعته مما يؤدي إلى تقوية الميكروبات وإلى ظهور أجيال جديدة من الميكروبات مقاومة للمضادات».
أضاف: «لذلك فإن «منظمة الصحة العالمية» تحث شركات الأدوية على البحث عن أجيال جديدة من أدوية المضادات أكثر قوة وفعالية من الأدوية المتوفرة حالياً».
لا داعٍ للمضادات لـ «الفايروس»
«وقد توصل المؤتمر إلى دعوة الأطباء لمعرفة ما إذا كان المرض نتيجة لبكتيريا أو فايروس، وتعرف ان النسبة المئوية للالتهابات عند الأطفال هي 40% من البكتيريا و60% من الفايروس، والأخير لا يستدعي تناول الأدوية لأنه ينتهي مفعوله بعد ثلاثة أيام».
الموضوع الثاني: «التهابات المسالك»
أضاف: «الموضوع الآخر الذي تناوله المؤتمر كان «التهابات البول» وخاصة المسالك البولية لدى الذكور والإناث، وخاصة لدى الفتيات حيث يظهر ميكروب إسمه
«Echerichia Coli» وهي مقاومة للمضادات، وهي تسبب التهابات متكررة، وهذا يستدعي إجراء صور ملونة – «آكوغرافية» للمسالك البولية لمعرفة الأسباب، فقد تكون هناك مشكلات في المسالك البولية، فإذا كانت بسيطة تعالج بالطرق العادية، أما إذا كانت غير ذلك فتحتاج لعلاج يمنع إرتداد البول الذي يؤدي إلى إصابة الكلية و«فشل كلوي» مما يستدعي العلاج بالطرق الجراحية».
مواضيع إجتماعية وصحية وإستخدام «الخليوي»
وقال د. بيسار: «تناول المؤتمر مواضيع اجتماعية – صحية، ومنها:
المسألة الأولى: استخدام الهاتف الخليوي ومدى خطورة الأمواج الصوتية التي يبثها على الدماغ، خاصة عند الأطفال.
وهناك نظريتان:
– إحداهما تقول بأنه يزيد نسبة «Gliome» وهو نوع من الأورام،
– والثانية تقول بعدم وجود علاقة بين الأمرين.
إلاّ ان كثرة استخدام الهاتف الخليوي (خاصة عند الاحتكاك المباشر مع الدماغ) له أضرار كبيرة.
التلفاز والكومبيوتر: تأثيرهما على نمو الذكاء
المسألة الثانية: الجلوس لفترات طويلة أمام التلفاز والكومبيوتر وسواهما من الأجهزة ذات الشاشات. فقد اتضح ان الذي يقضي وقتاً طويلاً أمام الشاشة يتأثر نمو الذكاء لديه وكذلك التركيز والتعامل مع الغير، وقد يوصل إلى «التَوَحُّد»، وصعوبة النطق والتعلم.
توصيات خاصة
وخرج المؤتمر في هذه المسألة بالخلاصة التالية:
– الطفل دون السنتين يجب منعه من الجلوس أمام الشاشة،
– وبعد السنتين يجب ان لا يتجاوز الوقت الساعتين.
– حتى الكبار في السن الذين يجلسون خمس ساعات أو أكثر يومياً أمام الشاشة قد يؤثر الأمر على أدمغتهم وذكائهم.
ومشاهد العنف
– كما ان مشاهد العنف قد تولد توجهاً عنفياً عند الفتيان.
ومضار الأفلام الاباحية على الأطفال والفتيان.
ولذلك ينصح الأهل بمراقبة أولادهم وبتحديد الفترة الزمنية المسموح بها».
لقاح يحمي من «سرطان الرحم»
الدكتور عبدالله نديم بيسار أضاف: «وتطرق المؤتمر إلى قضية اللقاحات باعتباره من أهم المسائل لدى أطباء الأطفال.
وكان التركيز كبيراً على «سرطان الرحم» عند الفتيات، وهو أول لقاح في العالم يحمي من تسعة أنواع من سرطان عنق الرحم، ويحقق نتيجة نسبتها 95%، وهو قد يكون مؤشراً لعلاج أمراض السرطان بواسطة اللقاحات».
قضية «التنمّر»
وقال: «طُرح في المؤتمر موضوع «التنمر» الذي إنتشر مؤخراً والذي قد يؤدي إلى الانتحار.
وهناك عدة ألعاب فيديو تحفّز على خوض «معارك» وهمية بين عدة أشخاص (درّت على شركات الألعاب 3 مليارات دولار في سنة واحدة)، وهي خطيرة لأنها تشجع على القتل والانتحار والمشاكل الاجتماعية».
أمراض عادت بعد إندثارها
ورداً على سؤال حول عودة بعض الأمراض للظهور من جديد بعد ان سبق الإعلان عن اندثارها وخلو العالم منها، قال د. بيسار:
«السبب الرئيسي هو:
التوقف عن التلقيح بالمضادات لهذه الأمراض مثل: الشلل، السفلس، الحصبة، السل، الكوليرا….
بالإضافة إلى الحروب التي هي المولِد الأول لهذه الأمراض وخاصة «الكوليرا»،
ولذلك هناك عودة عالمية إلى التلقيح».
– «التمدن»: وإلى اللقاء مع طبيب الأطفال الدكتور عبدالله نديم البيسار بعد عودته من مؤتمر جديد ومواضيع جديدة وآخر ما توصل إليه العلم في هذا المجال.