وزرتها بعد 13 سنة الدوحة المدينة التي ادهشتني؟؟
زرت الدوحة في عطلة عيد الفطر السعيد هذه السنة، وكان قد مضى على آخر زيارة لها ما يزيد عن ثلاثة عشر عاماً. فوجدت أن الدوحة التي عرفتها في السابق لم تعد كما كانت عليه!
بدءاً من مطارها الدولي،
وصولاً إلى كل شوارعها ومبانيها الحديثة، والأبراج المتلاصقة جنباً إلى جنب. وأنا من الأشخاص الذين يسافرون كثيراً وعبر أكبر المطارات والعواصم والمدن حول العالم.
لكنني وجدت أن القفزة التي حققتها الدوحة في عقد ونيف، جديرة بالكتابة عنها. حيث لا أبغي من وراء هذه المقالة، أي غاية شخصية، بل فقط لمجرد المقارنة مع واقعنا اللبناني.
شعب مضياف كالشعب اللبناني
«قطر» تساوي مساحتها مساحة لبنان تقريباً وأكثر من نصفها أرض صحراوية غير مأهولة، وشعبها مضياف كشعب لبنان. قد تكون ثروات قطر الباطنية تفوق ثروات لبنان كثيراً، لكن لبنان لم يكن يوماً قاصراً عن مواكبة التطور السكاني، ولديه من الموارد ما يكفي بالنهوض أسوة بما عُمِلَ به في دولة قطر.
ونفتقر لمن يعمل للنهوض
لكن للأسف لبنان يفتقر إلى مسؤولين ينظرون إلى مصلحة لبنان العليا بكل تجرد وموضوعية، ووضع خطط خمسية أو عشرية للنهوض بلبنان ولحاقه بالتطور العالمي.
وأين نحن مما عليه «قطر»؟
فبالرغم من فرحتي الكبرى مما أصبحت عليه «الدوحة» اليوم، إلاّ أنه إنتابتني غصّة غير مسبوقة، جراء المقارنة ما بين الواقع القطري واللبناني! فأين لبنان مما هي عليه قطر. ولكي أكون موضوعياً، أود أن أوضح نظرتي للأمور كما هي!
مطارها الرابع عالمياً
بدءاً من «مطار الدوحة الدولي» الذي هو بنظري «دُرة الدوحة» والمُصنّف الرابع عالمياً – و كما علمت هناك مخطط توسيع له – وقد شُيِّد بعد ردم البحر، ليرتفع صرحه ومدرجاته فوق سطح البحر، بحيث أضحى في موقع عالمي. ردم البحر إمتدَ الى أطراف المدينة، لترتفع فوق تلك الردميات أبنية وأبراج تتنافس فيما بينها بالجمال والروعة الهندسية، فتوسعت الدوحة بفعل خطة وضعتها الدولة الساهرة على مصلحة قطر والشعب القطري، بحيث لم يُردم البحر لتأمين مصالح شخصية للطبقة الحاكمة، ولا إلى فئة مُحدّدة من الشعب القطري، كما حصل عندنا في لبنان من ردم لشاطىء البحر لتأمين مصالح شخصية لهذه الفئة أو تلك!
خطة الـ «2022» لإنجاح «المونديال»
نعم هذا هو السبب الجوهري الذي خلق الغصة في داخلي. ومن تواصلي مع كبار المسؤولين القطريين، فهمت أن الخطة ما زالت مستمرة، وأمام «الدوحة» تحديات ستواجهها عام 2022. والمسؤولون فيها يسهرون على إتمام كل ما هو مطلوب لإنجاح كأس العالم المرتقب (المونديال)، الذي سيجري للمرة الأولى في بلد عربي خليجي.
وربحت «قطر» المعركة
وكلنا يتذكر تلك الحرب التي قادتها دول عظمى مثل الولايات المتحدة الأميركية وانكلترا وبعض الدول في هذا المجال.وإهتز يومها «الاتحاد الدولي لكرة القدم» وسقط رئيسه السابق «بلاتر» وحل «إنفانتينو» مكانه، … وانتصرت قطر في معركتها وسيقام كأس العالم على أرضها.
… وغصة على وضع لبنان
أنا أكتب من خلال غصة كبيرة تتملكني جراء الحال التي يعيشها لبنان في الوقت الحاضر، والتي من مسبباتها سوء التخطيط وهدر المال العام وإحلال المصلحة الشخصية على حساب المصلحة الوطنية العليا.
تخطيط ناجح
نعم هذا هو التخطيط الناجح الذي اعتمده المسؤولون في قطر، للتخفيف عن عامة المواطنين، ولتقديم البرهان العملي لـ «الاتحاد الدولي لكرة القدم» بأن ملاعب «الدوحة» ستكون مُجهزة بتبريد أرضي بما يُريح اللاعبين والمتفرجين. صِدقاً… ما أرويه هو الواقع الذي لمسته في «الدوحة»، مُمنِّياً النفس، بأن يحذو مسؤولو بلادي بما قام به مسؤولو دولة قطر، لكي يعود لبنان على الأقل مع كهرباء 24/24.!!! حيث يكتفي المواطن اللبناني بهذه الأمنية، منتظراً يوماً ما (!!!) اللحاق ولو جزئياً بركاب ما وصلت إليه «الدوحة»، من تقدم وعمران.