السياسة الإنتهازية الإستغلالية تجعل لبنان محاطاً بالمصائب والأرزاء بل محطة لها
بقلم الشيخ غالب سنجقدار…
لبنان تحيط به الأزمات من كل جانب وعلى كل الصعد، وأسباب ذلك كثيرة ومتعددة ومتشعبة، ولعل من أسبابها، السياسة المعتمدة عند الكثير من السياسيين: نفاق ودجل وكذب ووعود عرقوبية.
كُثُر في لبنان وعالمنا العربي والإسلامي الذين يعتمدون هذا النهج الذي يقود البلاد للمجهول، تلك الممارسات اللاّمسؤولة تدعياتها خطيرة على الوطن والأمة.
في كل دولة هناك دولة واحدة، وفي لبنان دويلة أقوى من الدولة وأهداف جهنمية.
هناك غرب يدعم وشرق يراوغ.
وفي ربوع وطننا الجميع يبكي لبنان ويدّعي الغيرة على وحدته.
ويتظاهر بالعمل لاستعادة شرعيته، والمسؤولية ضائعة.
المؤامرة على لبنان كبيرة، قطّعت أوصاله وفرقت شمله ووحدته.
الحقائق التي أوردناها بحاجة إلى رجال خُلَّص يدركون المخاطر ويعملون لإنتشاله من مآسيه وأزماته ليعود نجمه بين أشقائه العرب، نجمة مُشعة تهزم ظلام الأحداث الجائرة التي ألمت به ليكون ملجأ لكل مظلوم وبلسماً لكل مكلوم.
والعمل الصادق للوصول إلى تحقيق الوحدة بين أبنائه.
فلا طائفية تفرقهم.
ولا مذهبية تؤثر على عيشهم المشترك.
ولا مناطقية تعبث بأمنهم واستقرارهم.
ولا استقواء بحزب مهما بلغت قوته.
ولا تلقي أوامر من أحد.
فالشرعية اللبنانية هي الآمر والناهي وهي المرجع في السلم والحرب ليخلص وطننا من أدعياء الوطنية المتاجرين بها في مطابخ السياسة الخرقاء وراء الكواليس.
وعندما يتحقق ذلك لا يكون لبنان سلعة يساوم عليها وتخضع للمزايدات، وكل ما عدا ذلك من العبثيات واللهو والمتاجرة بحلو اللفظ ومعسول الكلام.
وحتى لا نكون نعيش في مزرعة يسيطر عليها طغاة لا يعترفون بشرعية يستنكفون عن الانصياع للقانون والدستور وبلا حياء ولا خجل وبكل حماقة يرفعون شعارات الغيرة على لبنان – ان يقولون إلاّ كذباً – واللبنانيون سكارى حيارى يبحثون عن منقذ ينتشلهم من الأزمات حتى لا نعيش هكذا لا بد من رجال خلّص أصحاب فكر وإرادة وإدراك وطني.
ولن يعود لبنان إلى سابق مجده إن كان خاضعاً لحكم وتحكم الدويلة التي لا تعمل للمصلحة اللبنانية لأنها خاضعة لأوامر الدولة التي تساندها، هذه التبعية المهينة أوصلت لبنان إلى ما نحن فيه الآن.
لوثة الأشرار تكبر وتتسع طالما كان هناك حكام يُغازلون مثل هؤلاء ويتحاشون استئصالهم.
ومن المسلمات ان لبنان كسائر دول العالم ليس رئيس جمهورية وندوة نيابية ومجلس وزراء فحسب إنما هو شعب له وجوده وحضوره ورأيه وتوجهاته.
شعب هو مصدر السلطات في النظام الديمقراطي وما المؤسسات الحكومية إلاّ لتنظيم وتنفيذ إرادة تلك السلطة، وتلك هي الديمقراطية بمعناها الأصح بلا مواربة ولا تحريف ولا تزييف.
والسؤال الذي يطرح نفسه: هل يعيش شعبنا هذه الديمقراطية أم انها مغتصبة؟؟
واقعنا المأساوي يجيب عن ذلك، وهذا يُظهر جلياً سبب الخلاف بيين الحاكم والمحكوم ولن يكون بينهما وئام إلاّ إذا ظللت العدالة الجميع.
وصدق ابن تيمية حين قال:
«إن الله يقيم الدولة العادلة ولو كانت كافرة ولا يقيم الدولة الظالمة ولو كانت مؤمنة».
فلتكن هذه ثقافة المتنفذين والحكام في لبنان وإلا فانتفاضة الحق لا تستثني عرشاً ولا سلطاناً وهي آتية ولا ريب ومهما تأخرت.
ولا بد من الإنتهاء من سياسة أنا ومن بعدي الطوفان.
لا بد من أن يدرك كل إنسان مهما علا مركزه أنه ليس خالداً لا هو ولا من سبقه ولا من بعده.
وليتذكر المقولة – الحكمة: «لو دامت لسواك لما آلت إليك».
ويقيننا ان للباطل جولة ثم يضمحل وللحق صولة ثم يستقر.
والظالمون غداً تنهار دولتهم
وهم لألسنة النييران حطب.