طرابلس لبنان - سياسية مستقلة

حسين ضناوي راوياً محطاتٍ في حياته

غلاف الكتاب

تملكت الشجاعة، وهي لا تنقصه، الأستاذ حسين ضناوي، فدفعته إلى كتابة محطاتٍ في حياته لا تُعتبر بمثابة مذكرات.

«وإنما هي حكايات تُروى، تجعل الشفهي مكتوباً والتاريخ تسجيلاً، والقول إلتزاماً، ومسؤولية».

على حد تعبيره.

على ان الذي يدفعني إلى المسارعة في كتابة هذه الكلمة الوجيزة عن محطات حسين ضناوي (مطابع دار البلاد للطباعة والإعلام) هي انني كنت شاهداً شخصياً على الكثير منها ابتداءً من «مدرسة الحدادين» و«باب الرمل» و«مقهى موسى»، وحادثة نقولا الشاوي ومجزرة فوزي القاوقجي، وما تبع كل ذلك من أحداث تاريخية مجيدة أحياناً ومأساوية في أحيان أكثر.

لست بصدد تحليل كتاب «المثقف» حسين ضناوي ولا الكشف عن ملاحظاته العميقة حول المسارات الاجتماعية لطرابلس ولبنان ودنيا العرب تاركاً ذلك للقارىء ليكتشفها بنفسه، حال المطالعة.

ولكنني أريد التأكيد على صدق حسين ضناوي وإخلاصه مما يجعل كتابته تلامس شغف القلب في آن وحوافز العقل في آن أخرى.

حاولت كثيراً أن أقف على الحزن العميق الذي يطبع حياة حسين ضناوي، منذ ان كان يافعاً والذي صاحبه في محطات وجوده، وجاءني جواب قد لا يكون شافياً، وهو طابع التأمل والانفراد والصمت العميق الذي صاحبه خلال حياته.

فهو إذ ينسحب إلى غرفة في البيت، صبياً صغيراً، متجنباً جلبة الأعمام والأهل القادمين وما يرافقها من تقاليد، صادقة وغير صادقة، يجعل لوجوده معنى متفرداً لم يبارحه عهد الشباب والكهولة.

مبارك للعزيز حسين هذا «الوليد» الذي أرجو ان تتبعه تأملات وجودية أخرى، إذ ما أحرانا، وفي طليعتنا الكاتب، ان نعكف على مراجعة مراحل حياتنا لنكتشف خبايا أنفسنا على حقيقتها، بل وخبايا مجتمعنا مستخلصين العبر.

* نائب رئيس المجلس الدستوري

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.