لبنان بلد الطاقات البشرية بامتياز… ولكن…
الطاقات البشرية التي توجد في لبنان كثيرة ومتعددة في مختلف المجالات العلمية وعلى كل الصعد.
فالاقتصاد له رجاله، والسياسة لها دهاقنتها، وعلم الاجتماع له رواده، وكذا بقية العلوم والمعارف والفنون، فالقانون والطب والهندسة والزراعة لكل لعلماؤها وجهابذتها.
ولكن لا راعٍ؟
ولكن مع الآسف الشديد واللوعة والأسى لا يوجد من يرعى تلك الطاقات ويطورها ويشجعها، وعبثاً يستغيث أصحابها فلا يجدون مغيثاً، ويستصرخون فلا يسمعون مجيباً، لقد تقطعت السبل فلم يبقَ إلاّ سبيل الهجرة إلى بلد يقدِّر ويستفيد منها. وهم يطمئنون إلى مستقبلهم. والملفت ان اللبنانيين نجحوا في بلاد هجرتهم ووصلوا إلى أعلى المناصب في الدول التي استوطنوا بها، في حين خسر لبنان تلك الكفاءات اللبنانية المنشأ والتي عجزت دولتهم عن استغلالها وإعطائها حقها في العيش الكريم.
حقيقة معيبة
ثم أليس من المعيب ان ترى لبنانياً يحمل، مثلاً، شهادة جامعية يُصنَّف عامل تنظيفات فيزوالها مضطراً للعيش!! وترى آخر يحمل شهادة جامعية أيضاً يعمل في مطعم!! وثالث يحمل الدبلوم في العلوم يحمل خرطوم البنزين. هذا إن وُفِّقوا ووجدوا حتى فرص العمل هذه… وآأسفاه..
وهل يطيب لنا عيش ونرى تلك الكفاءات في أمكنة لم تُخلق لها؟! وهل العلم والفلسفة كلمات غير مفهومة في عُرف دولتنا؟؟ حتى يكون نصيبها النسيان والاهمال؟ وان يكون نصيبها الاستنكاف عن رعايتها!! ولماذا يتناسى المسؤولون وأهل القرار ان ملاك أمر الدولة العلم وزينتها الثقافة وحصنها أهل المعارف وعزها رجال المبادىء وحليتها الكفاءات العلمية؟؟ ثم لمَ الركون إلى الجهل والتجاهل وهما المعوّل الهدّام لكيان الأمم وضياع لأبنائها؟؟ ان إهمال الطاقات وعدم الإكتراث بأصحابها خطا بل جريمة وطنية. وهل ترضى ضمائر الرعاة ان يُترك أصحاب الكفاءة هُملاً يائسون يبحثون عن أود عيشهم فلا يجدونه في وطنهم؟؟
ونسأل هنا – مثلاً – عن دور وزارة الشباب والرياضة ووزارة التربية ووزارة العمل. في إنقاذ هذه الفئة من المواطنين المظلومين.
من هنا ندعو جميع الوزارات للتعاون لخدمة هؤلاء الناس والشباب الكفؤ الذين هم عمدة الوطن وأعمدته التي يُشيّد عليها مجده وكرامته. ولا عذر للمسؤولين أبداً في اهمالهم.