التعصّب… متى ستخرج البشرية من كهوفه المظلمة؟
يعم التعصب العالم الراهن في شطريه المتقدم والنامي، ولا تخرج منطقتنا العربية عن هذا السياق،
وكان المأمول بعد الحرب الكونية الثانية ان يتطور العالم باتجاه أفول التعصب، بفعل شرائع حقوق الإنسان، وانتشار الأنظمة الديمقراطية.
إلاّ ان الأمور سارت بعكس المشتهى لأسباب عديدة تأتي في طليعتها «العولمة» التي أيقظت في ذات الوقت البنى التحتية الأولية للمكونات البشرية…. والاحتكارات العالمية وصراعات المصالح الدولية، مما عمل على إستفاقة «الأثنيات» في جو من التعصب والانغلاق الشديدين.
لماذا هذا الحديث؟
يدعونا إلى هذا الحديث ما نراه ونسمع عنه في جنوبي شرقي آسيا حيث استيقظت أيديولوجيات دينية تبشر أصلاً بالسلام الروحي والنفسي ونبذ العنف ومحبة الكائنات جميعها، من قبل «البوذية» و«الهندوسية»، وأمعنت اضطهاداً فيمن لا يتبع نهجها في تناقض يدعو إلى العجب ولكن في ذات الوقت إلى طرح التساؤلات عن الأسباب والمسببات.
لماذا يُضطهد المسلمون في جنوب آسيا؟
تُرى لماذا يُضطهد المسلمون في «ميانمار» وفي «سيرلانكا» وفي «الهند»، بعد ان كان الجميع يعيش في سلام؟
لربما لسنا مطلعين كفاية على العوامل المثيرة للاضطرابات في ذلك الجزء من العالم، ولكن المؤكد ان التعصب يجتاح تلك المناطق، مما يعزز نظريات كنا نظن انه لا يُدافع عنها في صراع الأيديولوجيات والأديان.
كيف… و«البوذية» و«الهندوسية» ديانتان روحيتان؟
كيف يتأتى لأتباع البوذية والهندوسية إضطهاد بشرٍ آخرين، والديانتان روحيتان إلى أبعد مدى؟
كيف يمكن في الهند أن يُضطهد غير «الهندوس»، وكان «حزب المؤتمر» بزعامة «نهرو» قد أقام دولة ديمقراطية وكان رئيس الجمهورية فيها، على مدى عقود طويلة، من المسلمين؟
وفي «سيرلانكا»
كيف يمكن لشعب مثل شعب «سيرلانكا» الجميلة ان يقع فريسة الصراعات الدينية، وهو الذي لم تمضِ على خروجه من الحرب ضد «التاميل» إلاّ سنوات قليلة بعد ان قضى ربع قرن في الصراع الذي نجم عنه ضحايا بمئات الأولوف؟
شتان بين القيم والواقع
كتب أحد المفكرين الغربيين ان القرن الحادي والعشرين سيكون قرن الدين، ولكن شتان ما بين القيم الدينية وما بين الواقع؟
وقد خبرنا في بلادنا آلام إفتراق القيم عن الوقائع.
التعصب الصهيوني
ويبقى ان نشير إلى التعصب الصهيوني المقيت الذي سبب الكوارث للفلسطينيين وللعرب جميعاً وما يزال وهو يضع العوائق والحواجز دون نهوض العرب ويتسبب مع قوى أخرى بدمارهم وخراب ديارهم.
التعصب متى الخروج من كهوفه؟
تُرى متى ستخرج البشرية من كهوف التعصب المظلمة إلى أنوار التسامح المضيئة؟
*نائب رئيس المجلس الدستوري