طرابلس لبنان - سياسية مستقلة

إصدارات في طرابلس: إحتفال تكريم الدكتور نزيه كبارة

بدعوة من المجلس الثقافي للبنان الشمالي ومركز الصفدي الثقافي أقيم احتفال تكريمي للدكتور نزيه كبارة برعاية وحضور معالي وزير الثقافة الأستاذ ريمون عريجي، الدكتورعبدالإله ميقاتي ممثلاً الرئيس نجيب ميقاتي، الوزير رشيد درباس، كمال زيادة ممثلاً الوزير أشرف ريفي، السيدة فيوليت عقيلة النائب محمد الصفدي، القاضي طارق زيادة نائب رئيس المجلس الدستوري، الدكتورة زهيدة درويش جبور الأمينة العامة لمنظمة اليونسكو وحشد من الهيئات الثقافية والتربوية والتعليمية والأندية والروابط الاجتماعية وأدباء ومفكرين.
وبدأ الاحتفال بالنشيد الوطني اللبناني ونشيد طرابلس لشاعر الفيحاء سابا زريق.
ثم جرى عرض فيلم «الرجل النخيل» عن سيرة وحياة المحتفى به الدكتورنزيه كبارة وتضمن شهادات من كل من أ. صفوح منجد، القاضي طارق زيادة، د. جان جبور، المحامي حسين ضناوي، أ. محمد رشيد ميقاتي، أ. أحمد سنكري، د. سعدي ضناوي، د. مهى كيال، د. عاطف عطية, الصحافية أمل حمزة ود. سامر كبارة.
والفيلم سيناريو وإخراج: الفنان حسام خياط، تصوير: سامي مرعي ويوسف غنيم، مساعدو التصوير: ولاء ملص وفراس العلي، تصوير فوتو: ايمان المل، فوتوشوب: ايمان الحاج، مونتاج: يوسف غنيم، موسيقى: الثلاثي جبران، إدارة إنتاج: هيثم الحافظ، عمليات تقنية: استديو الأمراء، إنتاج: المجلس الثقافي للبنان الشمالي 2016.
وزير الثقافة الاستاذ ريمون عريجي
المجلس الثقافي للبنان الشمالي، مأثرة حضارية ثقافية نعتز بها. هذا المجلس الذي اضطلع برئاسته الدكتور نزيه كبارة زماناً طويلاً، كان علامة فارقة في نشر الثقافة واحتضان الأدباء والفنانين وأهل العطاءات، منذ العام 1970
إذ نكرم الليلة وجهاً مشرقاً من منطقة الشمال، نكرم عبره طرابلس بما تمثل من مزايا وقيم وطنية ونكرم أيضاً طاقات أبنائها الابداعية في غير مجال…
نحن الليلة في طرابلس، عاصمة شمالنا العزيز، موقع القلب في عقل ووجدان الجمهورية، نتطلع إلى تلك الغيمة التي ظللت بعض أحيائها، فترة من الزمن وانقشعت…
أزمة عبرت بفضل احتضان جيشنا حامي الحدود والعهود، وبفضل وعي القادة السياسيين والأحزاب والتجمعات الأهلية والمراجع الدينية الحكيمة، والفضل الكبير إلى نزعة التسامح والتآخي وطيبة أهلنا والتشبث بالانتماء الوطني والحياتي الجامع لألفة الحياة.
الدكتور مصطفى الحلوة
نزيه كبارة، أحببته أم لم تحبه – معاذ الله أن يكون لك كارهون – طبع بميسمه مرحلة مديدة من زمن فيحائنا الجميل، وشغل المشهد الثقافي الشمالي كما لم يشغله أحد من قبل، ولسوف يقال يوماً – لا نغالي ولا نبتدع – ثمة مرحلة هي مرحلة نزيه كبارة، فأعظم بها من مرحلة!
نزيه كبارة مثال الدماثة واللباقة والكياسة، يأسرك برفيع أخلاقه قبل أن يأسرك ببليغ كلامه، وهو هاروت ينفث السحر الحلال! غرس فينا – نحن طلابه – لوثة العربية، فراحت تدب في عظامنا وتسري في العروق! علّمنا عشقها، وما كان العشق ليتعلم إلاّ على يدي ساحر، ونزيه كبارة أسحر الساحرين!
نزيه كبارة حفظ الذاكرة الطرابلسية والشمالية من الضياع! لقد توفر بجهد دؤوب على أنبوشاتها: صحافة، وأدباً ورجالات أعلاماً… فكانت أسفار وأمهات كتب، نفيء إليها، فنتعرف فيحاءنا وشمالنا، منذ نهايات القرن التاسع عشر وحتى عصرنا الحاضر.
السفير د. خالد زيادة
لم يتوان عن تحصيل العلم حتى حاز شهادة الدكتوراه التي نقلته إلى كلية الحقوق أستاذاً مجلياً كعادته. إلاّ أن الحقوق لم تصرفه عن الأدب والثقافة، وبدل أن يصبح نائباً في المجلس النيابي، أصبح رئيساً للمجلس الثقافي للبنان الشمالي.
كان نزيه كبارة ولا يزال خطيب المنابر، مثابراً على اللغة العربية الفصيحة، منكباً على التأليف، وقد ظهرت نتائج تأليفه في السنوات الأخيرة ناضجة وغنية. وقد كرس جهوده لتعقب انتاج مدينته الأدبي والإعلامي والثقافي والفكري متذكراً كل أولئك الذين مثلوا الوجه المضيء لطرابلس.
وما أنتجه نزيه كبارة هو مكتبة مرجعية لطرابلس، وقد أصبحت مؤلفاته مصادر للدراسة لا غنى عنها للتعرف إلى رجالات المدينة خلال ما يزيد على قرن من الزمن.
يستحق نزيه كبارة هذا التكريم، أولاً لأنه علمني حرفاً ولأنه علم الكثيرين على امتداد مسيرته المهنية، ولأنه كرّس جهوده خلال حياته في خدمة مدينته، ولمثابرته وإصراره.
الدكتور سابا قيصر زريق
هذا الرجل المجتهد، الشغوف بلغتنا، غير العادي في طموحه، استهواه، بعد ان غادر كلية الآداب مجازاً، ومارس الإدارة مديراً عِلْمُ العدالة فعاد طالباً نجيباً حتى حصّل أعلى شهادة.
ورفعاً لعتب الليالي التي سامرته فيها كتب القانون، اتحف مكرمنا كذلك المكتبة القانونية العربية بمؤلفات حول مواضيع متعددة يستأنس بها الحقوقيون من طلاب وأساتذة ومحامين وقضاة.
أما عن مداخلاته الصحفية، فهو اتخذ من صفحات طرابلسية منبراً لمعالجة شؤون وشجون شتى، متصدياً للحدث بأسلوب ناقد، مطلقاً الرسائل تلو الرسائل والنصح تلو النصح، مقيّماً ومحللاً.
وتجلى عشقه للثقافة فاعلية في ترؤسه، ولأكثر من ثلاثة عقود ونصف، للمجلس الثقافي للبنان الشمالي قبل ان يسلم الأمانة مؤخراً للأستاذ صفوح منجد وكذلك في عضويته في عدد من الروابط والاتحادات الأدبية الأخرى.
الدكتور عاطف عطية
هل نزيه كبارة موسوعة متحركة؟ أم صاحب قلم ناطق سيّال، ينقل الفكرة من العقل إلى الورق، بالرشاقة المعهودة، والحركة المتمايلة من يمين الورقة إلى اليسار، وبالدلال المختال، والتعرجات البهية، صعوداً وهبوطاً، في صناعة الكلمات، وفي الوقفات، للحظات، لتتغذى الحروف بنقاطها، قبل وضع النقطة الأخيرة؟ أم هو كل ذلك، لتخرج الأوراق من بين يديه مسودة السطور: على صدق الكلمة، وبهاء البياض، وسحر البيان، وأناقة التعبير؟ ليست الكتابة عند نزيه كبارة بداية سبب بزوغ نجمه في عالم الثقافة المحلية والوطنية والعربية، فحسب، بل كان قبل ذلك، الخبير التربوي ومدير تخريج المئات من المعلمين الذين شهدوا على جدوى دور المعلمين في لبنان وعلى غزارة انتاجها من المثقفين الذين لعبوا، ويلعبون، دوراً هاماً في تربية أبنائنا وتعليمهم في مدارسنا الرسمية. وارتقى الكثيرون منهم في عالم الثقافة والتحصيل العلمي، ووصلوا إلى المناصب العليا في الادارة اللبنانية، وفي التعليم الثانوي والجامعي، وفي الشأن الثقافي العام.
الاستاذ فيصل طالب
هل نحن جيل الخيبة والهزيمة؟ هل نحن جيل الأحلام الضائعة والكوابيس المفزعة؟ أم نحن جسر العبور الوطيد إلى نهضة جديدة في وطن وأمة، حيث لا تُسحق الأزهار، ولا تُعتقل الفراشات، ولا تُصمت العصافير… وحيث لا يرتفع جدار بين المبتدأ والخبر، بين الغيم والمطر، بين الزهر والفوح، بين الحب والبوح؟!
يُكرم نزيه كبارة بحق يوم نرسي سياسة ثقافية تستجيب للاحتياجات الثقافية الحقيقية وتعيّن سلم أولوياتها، ويوم نعزز اللامركزية الثقافية وربطها ربطاً جدلياً بسائر عناصر التنمية المستدامة، ويوم نجعل خطابنا الثقافي خطاباً عمودياً وأفقياً، فلا يكون الشأن الثقافي مجرد ترف نُخبوي، بل عندما نحقق الأمن الثقافي الذي يحمي بنياننا ووحدتنا. ويُكرم نزيه كبارة أيضاً يوم نطلق أسماء مفكرينا ومبدعينا على الشوارع والساحات، ويوم ترتفع رايات حراس الثقافة في سماء حضورنا الحي لتكون أعلى من تلال الفساد وجبال النفايات!
الأستاذ صفوح منجد
لم أتردد عند إنجازنا الفيلم في إختيار عنوان «الرجل النخيل» لما رأيته من تجانس بين هذه الفكرة وبين الواقع الذي عايشته مع المحتفى به على إمتداد أكثر من نصف قرن، فجذور هذا الرجل النبيل ضاربة في الأرض وراسخة بإعتدال دون تعصب أو تطرف وظلاله وارفة ومثمرة ومعطاءة وسط هذا التصحر الفكري والثقافي الذي تعاني منه بعض بيآتنا، إنه الرجل الذي صمد رغم النوائب والأعاصير والتهديدات والوعيد وإستمر يحارب الظلام ولا يزال ويجابه الجهالة، لا يلين ولا يستكين ولم اسمع منه يوماً كلمة تخدش الأذن أو تسيء إلى أحد. هو أيقونة طرابلس الثقافية والأدبية والقانونية والفكرية والتربوية.
صديقي العزيز وأستاذي الدكتور نزيه كبارة لقد رفضت المناصب والكراسي ولم تسعَ يوماً إليها أو تتنازل عن أي صفة من صفاتك النبيلة في سبيل منصب هنا أو كرسي هناك أو مكسب من هنالك، وحسبي أن أقول بإسمكم جميعاً دكتور كبارة أنك تبوأت مكانة رفيعة في قلوبنا ومشاعرنا وأفكارنا وفي ذاكرتنا وشكراً لكم.
الأستاذ شفيق حيدر
عرفته وعرفه لبنان وعاصمته الثانية طرابلس يمتهن صناعة الفكر، هذه الصناعة عِدَّتُها العقل ونتاجها الحق. لذا كان «العمل العقلي دأبه وديدنه منذ نعومة أظفاره»، على حد قول الإمام الغزالي.
وقاده دوماً عقله إلى الحقيقة الموضوعية. بروح البحّاثة يدبّج مكرَّمنا مقالاته الوفيرة، ويؤلف كتبه العديدة التي أغنت مكتبتنا وحفظت بعضاً من تاريخنا وخلّدت العديد من رجالاتنا. كتب نزيه في السياسة بمعناها العام والمجتمع والتربية والقانون والنقد.
ربطتني به صداقة مكنتني من قراءته عاشقاً طرابلس، زميلاً مربياً، رجلاً ملتزماً يتحلى باستقامة الإيمان وإمامة العقل والحوار المجدي.
عشقُ طرابلس عنى له ملازمة الحبيب وسعياً حثيثاً لإضاءة شمعة في أيام محنة العتمة والجهل. زمالة جعلته يتكرس لخدمة الشباب في التربية والتعليم. ذاق حلاوة نجاحاتها كما تمرمر في هذا المجال من خيبات فشل وملاحظات إهمال رسمي.
السيدة نادين العلي عمران
تعرفت في حياتي على أنماط كثيرة من الناس، وصدقوني أنني لم أجد بين من عرفتهم وخالطتهم رجلاً أكثر علماً، ولا أوسع ثقافة، ولا أغزر إطلاعاً، ولا ألطف وآنس من عملاق الثقافة وعميدها الدكتور نزيه كبارة.
حباه الله بضعة عقول في رأس واحد، وأعطاه لساناً يفيض بالعلم والأدب كبحر ليس له قرار. فكان مدرسة فذة بكل ما للكلمة من معنى.
أيها سالمكرم الكبير، مفخرة أنت لنا ولأهلك ولكل لبنان، صليت طيلة عمرك في محراب الصدق والنزاهة والاستقامة، فأعطيت المثل الصالح للناس بأن القيم في هذا العصر البائس يمكن أن يكون أصلها ثابتاً في الأرض، وفرعها ضارباً في السماء.
الحديث في مكرِّمِنا النزيه يطول، وأراني مضطرة لأطوي ورقتي، وأترك فسحة من الوقت لمحبي الدكتور نزيه، وهم كثر، ليتحدثوا عنه بما تفيض به القريحة، وبما تستولده بنات الأفكار، وبما يستوطن النفوس من محبة وود واحترام وتقدير لشخص الدكتور نزيه.
المكرَّم د. نزيه كبارة
«في العام 6891 كتبت مقالة بعنوان: «عروس المدائن طرابلس تنادي أبناءها»
طرابلس تنادي أبناءها، تُهيب بهم ان يردّوها إليهم، وتتحرق لو تردّهم إليها إلى روحها والأصالة.
طرابلس الوداعة والسلام ومأوى الغريب وابن السبيل… طرابلس المحبة بلد التسامح والعيش المشترك تستحلف أبناءها ان لا يتنكروا لقيم آمنوا بها على مر السنين.
طرابلس التي لم تعتدِ يوماً على جار ولم تكن باغية، واحتضنت، على الدوام كل من نزل بأرضها، وعاش فيها، تؤكد إصرارها على ان تظل مدينة الكرم والضيافة وحسن اللقاء لأنها مدينة التاريخ والحضارة والعيش المشترك..
طرابلس العاصمة الثانية لدولة ما كانت لتقوم، لو لم يقُل أبناؤها: نعم للبنان بشرط ان لا تغرب عنا شمس العروبة… وتحملت من جراء ذلك صنوف الإهمال والحرمان، دون أن يؤثر ذلك في ولائها للوطن، أو في قيامها بالتزاماتها كاملة تجاهه، طرابلس تنادي أبناءها: إن وطنكم هو هذا اللبنان الموحد أرضاً وشعباً ومؤسسات، فأحِبُّوه وعضوا عليه بالنواجذ، وأنكِروه إن تقسّم أو ظل فندقاً وأرضاً تُستباح وذمماً تُشرى وتُباع.
طرابلس هذه آلت على نفسها ان تنهض من كبوتها، من تحت الرماد، وان تُلملم جراحها بأنفة وكبرياء، رافضة بعزم وحزم أن تظل أسيرة مكبَّلة اليدين مهمشة…
فقد عقدت العزم على أن تستعيد دورها الوطني والقومي، وعلى أن تشارك في صنع الغد، لبنان الدولة القادرة والعادلة، لبنان الحرية والمساواة وتكافؤ الفرص والديمقراطية، ودولة القانون.
وطرابلس تنادي أبناءها الغيورين عليها المتوجعين لوجعها, الراغبين في إنمائها وتطورها, الحالمين برؤيتها، يوماً عروس المدائن، تضج بالحياة وتزهو بالعمران وتنمو بالمشاريع. فهل سيستجيب أبناؤها هؤلاء لندائها؟
وقد لبينا – نحن في المجلس الثقافي للبنان الشمالي – نداء طرابلس هذا.

طُبع كتاب «إحتفال تكريم الدكتور نزيه كبارة» 

في «دار البلاد للطباعة والإعلام في الشمال»،

والتصميم والإخراج قامت بهما شركة «Impress»

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.