طبيب الفقراء رفيق الشعب
الوزير محمد كبارة
لقد فقدت طرابلس علماً من أعلامها، ورمزاً نضالياً وسياسياً كبيراً، وطوت صفحة من ذاكرتها بوفاة النائب السابق المناضل الدكتور عبدالمجيد الطيب الرافعي.
لا يمكن لأبناء طرابلس ان ينسوا تضحيات الدكتور الرافعي،
فالشاب المقدام الذي شارك رجال الانقاذ في طوفان نهر أبي علي،
وحمل الغرقى على ظهره،
وطبيب الفقراء الذي كان يجول ليلاً من بيت إلى بيت، ليخفف من الآلام ويبلسم الجراح،
دخل إلى كل قلب في المدينة التي بادلته الحب بالحب، والوفاء بالوفاء،
فاعطته أصواتها وكرسته نائباً عنها في العام 1972 في أول خرق سياسي للاقطاع السياسي في لبنان.
في نيابته كان عبدالمجيد الرافعي مدافعاً شرساً عن مدينته،
وكان صوتاً لبنانياً صارخاً في مجلس النواب،
وذو نظرة سياسية ثاقبة وبعيدة الأفق، ولطالما حذر من أمور كانت تداعياتها ثقيلة على البلد،
وهو شكل حضوراً إضافياً لطرابلس إلى جانب الرئيس الشهيد رشيد كرامي،
وخلال الحرب اللبنانية لعب دور الاطفائي فأنقذ حياة كثيرين من الشباب عندما طلب من عناصره إلقاء السلاح حقناً لدماء الطرابلسيين خلال سيطرة «حركة التوحيد الإسلامي» على المدينة.
وعندما غادر إلى العراق شكل صلة وصل مع أبناء طرابلس الذين قدم لهم خدمات جُلّى في التجارة والاقتصاد وفي الجامعات حيث ساهم في تسهيل وصول عدد كبير من أبناء طرابلس إلى العراق.
ولدى عودته شكل قيمة مضافة على الحياة السياسية في المدينة، فكان الناصح الأمين والحريص على أفضل العلاقات مع الجميع.
عبدالمجيد الرافعي
شكل نموذجاً يحتذى للرجل المؤمن بقضيته طرابلسياً ووطنياً وعربياً وفلسطينياً، وقد توج ذلك بإنسانية كاملة، فاستحق ألقاب:
الرجل الطيب،
وطبيب الفقراء،
ورفيق الشعب،
واليوم تخسره طرابلس، وتطوي معه حقبة مضيئة من حقباتها النضالية التي جسدها عبدالمجيد الرافعي فكراً ونهجاً وعقيدة، وترجمها ثورة ونضالاً وخدمة للناس…
عبدالمجيد الرافعي رحمك الله،
وأسكنك فسيح جناته،
وألهم العزيزة ليلى وأهلك وإخوانك وأنصارك الصبر والسلوان.