الرجل الذي جمع في اسمه الطيبة والرفعة وفي حياته التواضع والشمم وفي مسيرته هموم الناس وآمالهم إنه الطيب عبدالمجيد
النقيب بسام عشير الداية
يرحل الآن مثقلاً بآلام العروبة، وهو الذي كان طيلة عمره الطبيب المداوي للآلام…
ستفتقده شوارع طرابلس ومنابرها ومنتدياتها وناسها الطيبون وستشتاق الحياة السياسية في لبنان إلى وجه لبناني عربي أصيل مؤمن بطاقات أمته وشعبه وعامل على وحدته ورفع الضيم الإجتماعي عن كواهل الفقراء والمحرومين…
وستبقى مسيرته نبراساً يضيء دروب الأجيال القادمة لأننا على قناعة بأن طرابلس متمسكة، كما كان، بقيم المواطنة والعروبة والعيش الواحد والسلم الإجتماعي على إختلاف طوائفها ومذاهبها.
يوم إضطر إلى المغادرة قال الشهيد الرئيس كرامي: «أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض»
كلمة أخيرة لحادثة عايشتها عسى من يمارس العمل العام ان يقتدي بها…
عندما إضطر الرافعي إلى مغادرة مدينته طرابلس قسراً حضر أحدهم إلى مجلس الشهيد رشيد كرامي مصطنعاً الفرحة موحياً للرشيد ان من نافسه في العمل العام أصبح خارج المدينة، فما كان من المواطن الإنسان صاحب القيم والرؤية الشهيد الرشيد إلاّ أن نهره قائلاً: «أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض».
رحل الرجلان وزَرَعا في طرابلس وكل لبنان أن الحق في الإختلاف والإتفاق مجاز ولكن على أسس وطنية وأن لبنان سيبقى عربياً موحداً ولجميع أبنائه وان التنافس على خدمة الناس واجب.
ولكن على أسس نزيهة وشريفة ودون ان تمس بجوهر ما آمنت به القامتان الوطنيتان الرشيد وعبدالمجيد من أن عروبة لبنان ووحدته هما الأساس وما عدا ذلك إستثناء.
تغمد الله فقيد طرابلس ولبنان والأمة العربية بواسع رحمته وألهم أهله ومحبيه والأصدقاء الصبر والسلوان.