إقتحم القلوب لصدقه في محبة الناس وعشقه لطرابلس
د. محمد نديم الجسر
مع رحيل عبدالمجيد الرافعي، تدفن طرابلس، إلى غير رجعة، زمن النضال.
– الدكتور الطيّب، أو عبدالمجيد «حاف»، ما اقتحم القلوب إلا لأنه كان صادقاً في محبة الناس وفي عشقه لطرابلس.
– هو الطرابلسي «القبضاي» الذي لم يعرف الخوف أو الوهن إلى فؤاده سبيلا.
– ولكنّه «قبضاي» إرتدى حلّة العلم وتقدم الصفوف بالفكر.
– حلوُ العطاء عطاؤه، لا منّةٌ و لا أذى، ولا جزاء يبتغى ولا شكور يرتجى، بل تواضع وإهتمام وبسمة لا تفارق الشفاه.
– جيل عبدالمجيد بكّاءٌ اليوم للزمن الجميل،
زمن «الخُشب المسنّدة» و«يللي بالقلب بالقلب».
زمن النقاوة والصدق والإلتزام.
زمن العضّ على المبادىء ومقارعة الجبابرة بالفقر.
– «لن ننجح، ولكن لن أكسر ضهرك يا بن الخال، وسنخوض الإنتخابات سوية لنقول للناس أننا ما زلنا صامدين».
– هذه العبارة التي طوّقتني بها وأنت تخبرني قبولك خوض إنتخابات ؟؟؟؟ بعد رفض جازم وحازم سبق، لن أنساها ما حييت.
فهي تلخص شخصيتك الفريدة:
– نضال حتى النفس الأخير،
– وعناد بالحق،
– ورفض للخضوع،
– وتضحية بالذات في سبيل المجموع.
– من أين نأتي برجل سياسة لا يكذب قط، ولا يداهن، ولا يستفيد ولا يرتشي، ولا يخضع ولا يهاب، ولا يتراجع ولا ينهزم أمام أشد الأعاصير، بعد رحيل عبد المجيد؟