من الصعب رثاء قامة كبرى كقامة الطبيب الطيب
غسان عبدالرحمن الحسامي
الدكتورعبدالمجيد الطيّب الرافعي 1927-2017، إنه واحد من العظماء الذين أنجبتهم طرابلس في القرن العشرين، إنه الطبيب الذي ارتقت به رسالة الطب إلى قمة المجد بفضل محبته وإنسانيته وتفانيه لأهل بلده ووطنه.
إنه رجل ليس ككل الرجال، ورمز ليس ككل الرموز، فما تركه الطبيب والنائب الوطني الفذ بين دفتي كتاب حياته الذي تشع من صفحاته المضيئة أجمل أيقونات العطاء… فهي مواقف وتضحيات تأتي في المرتبة الأسمى التي لا يجاوره فيها إلا نفر قليل من مفكرين وقادة وسياسيين.
تجربته ليست كأي تجربة… إنها تجربة فريدة واجهت مصاعب وعقبات لا حصر لها، فواجه أصعب المحن والتحديات بعزم وصبر وثبات… فلم تقتصر حياته على المواقف والمبادىء المستمدة من قدراته الفكرية والسياسية الباهرة فحسب، بل كان يمتلك مرونة ديبلوماسية مدهشة صقلتها المحن ليشكل شخصية بديعة تُوِّجَت بـ «كاريزما» ذاتية وحضور لافت لا يختلف في جدارتها وأهليتها أحد.
من الصعب رثاء قامة كبرى كقامة الطبيب الطيب الذي يحظى بتقدير ومحبة أهل طرابلس ومشاعرهم الصادقة له… فهو أعطى الكثير وبقي ثابتاً على قناعاته ووطنيته وعروبته والقضية الفلسطينية التي عاشت في روحه ووجدانه والتي اعتبرها توطئة لتفتيت العالم العربي.
نسأل الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته ويغفر له ويجعل مثواه الجنة، ونتقدم من أهله أبناء طرابلس وعائلته وذويه بأسمى عبارات العزاء والمواساة، وأن يلهمهم وإيانا الصبر والسلوان…
رئيس «رابطة الجامعيين في الشمال»