ذكريات عراقية مع الدكتور عبدالمجيد
جان السيد
عضو مجلس الإدارة ورئيس لجنة السياحة
في غرفة طرابلس ولبنان الشمالي
في رحيل المغفور له الدكتور عبدالمجيد الطيب الرافعي تعود بي الذاكرة إلى زيارتي للعاصمة العراقية بغداد بصحبة الأب مارون عطالله «المنسق العام لشعلة يوبيل 2000» بصفتي عضواً في مجلس الإدارة ورئيساً للجنة السياحة في غرفة طرابلس ولبنان الشمالي وتم خلالها البحث مع الدكتور الرافعي في:
«سبل التعاون والتنسيق في شأن مشاركة شباب العراق في اسبوع «شعلة يوبيل 2000» في لبنان».
«وإستقبال العراق لشباب لبنان والمشرق العربي في اسبوع ثقافي تراثي».
وكان للدكتور عبد المجيد، طيب الله ثراه، دور محوري بتسهيل مختلف إتصالاتنا بوزارة الشباب وبالقيادتين القطرية والقومية والمراجع الدينية والثقافية.
وتم التوافق على أن يشارك شباب وشابات من العراق في «شعلة اليوبيل في لبنان» ترافقهم «الفرقة القومية للفنون الشعبية» وعدد من الفنانين للمشاركة في محترفي النحت والرسم في ساحة سيدة الحصن في بلدة إهدن.
وكذلك مشاركة عدد من رجال الفكر في مؤتمري:
– «الشباب معاً في مواجهة الألف الثالث في مدينة طرابلس».
– و«التراث المشرقي في بلدة حصرون».
كما تم التوافق بين المراجع العراقية ووفد «الشعلة» على إستقبال العراق لشباب لبنان والمشرق العربي بأعداد تتجاوز 250 شاباً وشابة لكل بلد مشارك في الشعلة بحيث يكون العدد الاجمالي للشباب الضيوف في بغداد 1250 مشاركاً ينضمون إلى شباب العراق.
وكانت الاتصالات كلها قد تمت بجهود مكثفة بذلها الدكتور عبدالمجيد، وتم التنسيق والتعاون مع السفارة اللبنانية في العراق والقائم بالأعمال السيد الياس نمنم الذي أثنى على جهود القيمين على هذه الاحتفالية.
وكانت المشاركة العراقية في اسبوع لبنان حينذاك واسعة إذ شكلت حافزاً لمشاركات فعلية وواسعة من قبل بلدان المشرق العربي: مصر، فلسطين، الأردن وسوريا في مهرجانات الشعلة.
وكل ذلك تم أيضاً برعاية كريمة من الدكتور عبدالمجيد الذي أعرب عن بالغ سروره بمثل هذه الأنشطة التي تعزز حركة السلام والتآلف بين مختلف الأقطار العربية.
ولطالما أفصح عن أمنيته الكبرى في العودة إلى أرض الوطن وأن يُدفن في مدينته طرابلس التي أنشد إليها وأحب ليكون بين محبيه ومناصريه.
وأذكر تماماً إهتمامه الأساسي بقراءة مختلف الصحف العربية وكلما كنتُ عائداً من بغداد إلى لبنان كنت أسأله ماذا تريد أن أُحضر لك معي عند عودتي إلى بغداد؟ فكان جوابه دائماً الصحف البيروتية و«التمدن» الغراء لكي يكون على بينة من أخبار الوطن والمدينة التي بادلته الحب والوفاء.
ولا أنسى قيامه شخصياً بزيارة «فندق الرشيد» في بغداد ليلتقي رجال الأعمال والتجار والمصدرين والمستوردين اللبنانيين ويعرض عليهم في كل حين تقديم أي مساعدة تسهل لهم عملهم وكان شديد الحرص على تمتين الروابط الإقتصادية اللبنانية العراقية.
رحم الله تعالى فقيدنا الدكتور عبدالمجيد الطيب الرافعي.
فقد كان قيمة إنسانية وأخلاقية ورمزاً لقيم التعاضد الوطني اللبناني والوحدة العضوية في دنيا العروبة.