إذا فُقد الحياء حلَّ البلاء وإذا لم تستحِ فاصنع ما شئت
الحياء صفة اجتماعية مُثلى تشتمل على كل شيء في حياتنا:
– هي الصدق في الأقوال، فالكذوب لا حياء عنده.
– وهي الإخلاص في الأعمال، فالمرائي لا يعرف للحياء معنى.
– وهي السماحة في التعامل وبدونها لا حياء في أي معاملة.
و«الدين المعاملة».
مآسي كثيرة على المجتمع
والوفاء بالوعد من الحياء، وعدم الوفاء من صفات المنافقين ذوي الوجهين ولا صلة للمنافق بالحياء أصلاً. وسلبيات انعدام الحياء تعود على المجتمع برمته بكثير من المآسي.
والاحترام المتبادل واجب بين أفراد المجتمع ومن أولويات رموز الحياء بشرط ألا تحول دونه المناطقية والفئوية والحزبية والانتمائية والطائفية والمذهبية، وعندما تكون هذه المسلمات معتمدة كان التعاون البنّاء وكان المجتمع الفاضل.
فالحياء خير كله وهو المانع من إرتكاب القبائح.
وفي الأثر الشريف «إذا لم تستحِ فاصنع ما شئت».
مجتمعنا يعاني ويشكو
وتفسير هذا النص يعني الذم والزجر والنهي، وجميع الأنبياء والمرسلين صلوات الله عليهم توارثوا هذه الصفة الحميدة جيلاً بعد جيل ونشروها في مجتمعاتهم.
ومجتمعنا اليوم يشكو من الانهيار الأخلاقي والسياسي بفقد صفة «الحياء» فحلّت به المصائب والمآسي والنكبات والرزايا على كل الصعد وفي مختلف المجالات!!
فالطرابلسيون يشكون من أمور كثيرة في مقدمتها إنعدام الوفاء عند نواب. أوصلوهم إلى سدة المسؤولية وأعطوهم ثقتهم، فبدلاً من ان يمثلوهم بالمطالبة بحقوقهم مثَّلوا عليهم!!! وبدلاً من ان يخدموهم استخدموهم!!
هموم الشعب أمانة في أعناقكم
يا من تجلسون على أريكة المسؤولية، هموم الشعب أمانة في أعناقكم والوفاء بأن تبادلوه بالإحسان و{هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلاَّ الإِحْسَانُ} حاسبوا أنفسكم.
وهل من الشهامة ان تكونوا حُماة لمجموعات تنتشر في لبنان انتشار الجراد لسلب شعبنا الكادح ما تبقى في جيبه وما يدخره لقوت عياله؟؟!!
– أليس يكفيه هذه الطُّغمة التي انهارت الشرعية أمام جبروتها وقد استولت على خيرات البلاد والعباد؟؟
– أيرضيكم ان يكون شعبنا غنماً تحوطه الذئاب البشرية من كل جانب وعلى كل الصعد؟؟
– ومن يسبر غور هذا الأخطبوط اللعين يجد:
ان القتلة منهم،
والسفاحين في صفوفهم
واللصوص بحمايتهم
وشعبنا مُحبطٌ تتحكم فيه هذه الحُثالة
وأضحت عزته وكرامته في خبر كان ولا يملك «شرو نقير»!!
ولكن شعبنا لا يعرف اليأس
ومع هذا كله فشعبنا لا يوجد في قاموسه اليأس والقنوط ولم يزل يؤمن بأن في المجتمع المدني وتحركه خير قد يُنقذ البلد مما يعانيه إذا اعتمد الإخلاص والوفاء لمدينته طربلس.
وانتخابات 6 أيار 2018 امتحان كبير للمجتمع المدني الذي يأمل به الطرابلسيون كل خير إذا اعتلى رجال إخلاص ووفاء السدة النيابية، فبتعاونهم البناء تستعيد طرابلس حقوقها المسلوبة ومشاريعها الحيوية المهملة ومن ثم الإنماء المتوازن واللامركزية الإدارية ومحاربة الفساد.
وكل هذه الأعمال تحتاج إلى وحدة في الفكر والكلمة والتصور والقرار ولا منقذ إلاّ بهذه المسلمات.
أما إن استبدلوا التعاون الجماعي بالفرقة المُضنية واستبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير فإنها البليَّة العظمى وبها تضيع المصداقية بالغيرة على الوطن والمواطن وهي المعول الهدّام لكل إصلاح، وبذلك نكون قد ظلمنا أنفسنا وكان هلاكنا بأيدينا كما هو نص الآية الكريمة:
{يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ}.
الخير لكل الناس لا حواجز طائفية أو مذهبية أو مناطقية
ان أمتنا أصيبت بأشنع من هذا الواقع المُر المؤلم – كما في التاريخ – فصبرت وصابرت وصمدت وسَخَّرَ الله لها رجالاً حملوا أعباء الشعب ولم يُثنهم عن خدمته عائق مهما عظم فكانوا بالخير قادة وقدوة شعارهم «خير الناس أنفعهم للناس»، أجل، خيرنا لكل الناس فلا حواجز طائفية ولا مذهبية ولا مناطقية ولا عنصرية، فكان التحول الملفت إلى حياة فضلى تعرف قدر الإنسان وتقيم للحياء وزناً وللحق شأناً، فكانت أمتنا «خير أمة أُخرجت للناس».
ويقيناً بأن التاريخ سيعيد نفسه برجال يعتمدون تلك المسلمات، والخير بأمتنا إلى يوم القيامة.