إصدارات في طرابلس: التراث الفكري الطرابلسي

الإهداء
إلى الأعزاء أهل الصحافة والثقافة، القدامى والجدد، رفاق الحبر والورق. أهدي هذا الأرشيف – حصيلة العمر – من جرائد ومجلات وكتب ومطبوعات ومعلومات، تؤرخ للتراث الفكري الطرابلسي وتلقي الضوء على صحافة المدينة، والشمال اللبناني، كسجل موثق قبل أن يطويه النسيان.
الشكر والتقدير للسادة الزملاء
– الدكتور سابا زريق لتبنيه هذا الكتاب وطباعته على نفقة «مؤسسة شاعر الفيحاء سابا زريق الثقافية».
– الأستاذ صفوح منجد، رئيس المجلس الثقافي للبنان الشمالي الذي أيّد وشجّع فكرة إصدار الكتاب منذ البداية.
– المهندس فواز السنكري الذي تولى مكتبه عملية التصميم والطباعة والإخراج.
– الدكتور نزيه كبارة الذي ألهمني فكرة الخوض، في سباق مع الزمن، لجمع هذا الأرشيف وتحيّن الفرصة لإصداره في كتاب.
فصول الكتاب
أولاً: الجرائد والمجلات الطرابلسية والشمالية فـي عام 1893 إلى 1999 سياسية وغير سياسية: 77 مجلة أو جريدة.
ثانياً: الجرائد والمجلات من عام 2000 إلى نهاية عام 2017 سياسية وغير سياسية: 33 مجلة أو جريدة.
ثالثاً: الجرائد والمجلات والمطبوعات التي أصدرتها النوادي والمدارس والكليات والرابطات والجمعيات والنقابات طوال القرن عشرين: 30 مجلة.
رابعاً: المطابع والمكتبات العامة والخاصة وكل ما توفر من معلومات عنها في طرابلس منذ 1898 وحتى الآن.
خامساً: الجرائد والمجلات من خارج طرابلس (لبنان – مصر – سوريا – فلسطين) في النصف الأول من القرن العشرين والتي ساهمت ببلورة الأفكار والمعتقدات والاتجاهات الطرابسية: 23 مجلة.
سادساً: صور لأغلفة الكتب الطرابلسية النادرة في النصف الأول من القرن العشرين كسجل وعيّنة من الإنتاج الفكري سواء كانت هذه الكتب مؤّلفة أو معرّبة: 47 كتاباً.
المكتبات الخاصة في طرابلس قديماً وحديثاً
لا يخلو بيت طرابلسي ذو ثقافة من مكتبة ما، كبُرت أو صغُرت، تتفاوت نوعيتها وتخصصها بحسب مؤسسها لناحية اللغة أو الميول الثقافية والسياسية والحزبية والدينية والمهنية.
وطرابلس تاريخياً اشتهرت بـ «مكتبة بني عمار» التي أُسست عام (472هـ – 1079م) وعُرفت بـ «دار العلم» وضمت حوالي مئة ألف كتاب مخطوط.
مكتبات طرابلس بدأت في التكوين في بيوت العلماء والمشايخ والأعيان والوجهاء والمثقفين وخاصة منذ فترة حكم السلطان عبدالحميد الثاني عام 1876، ازدهرت بعد إنشاء «مطبعة البلاغة» لصاحبها محمد كامل البحيري عام 1889. فقبل «مطبعة البلاغة» كان كتّاب طرابلس يطبعون كتبهم في الأستانة (اسطمبول) أو بيروت أو القاهرة أو دمشق، قبل ذلك قام النساخون بنسخ الكتب وكانت طرابلس تضم عدداً كبيراً من النساخين وهكذا انتشرت المخطوطات.
بعض المكتبات الشهيرة القديمة تعرضت للتلف أو السرقة أو الضياع أو الحريق أو القسمة بين الأبناء والورثة، وأحياناً الانتقال بها تبرعاً أو إهداءً أو بيعاً لمكتبات عامة أو خاصة بعد وفاة أصحابها أو عجزهم (أنظر التفاصيل لاحقاً) ولا يزال بعض المكتبات النادرة محفوظاً عند الأبناء أو الورثة.
أريد التنويه انه رغم كثرة المكتبات الخاصة في بيوت طرابلس فإن عدداً منها بقي غير معروف لأسباب كثيرة منها: عدم الجهر بها، تواضعاً أو حرصاً أو لأن أصحابها غير معروفين من قبل النخبة، أو بسبب قسمتها بفعل التوريث، ولعلي أجهل أسباباً أخرى. وسأورد ما أعرفه عن المكتبات الخاصة في طرابلس دون معيار زمني أو تقييمي.
لماذا فقط في طرابلس صحافة مناطقية
بقلم المهندس فواز سنكري
عندما نريد الكلام على الصحافة المناطقية في لبنان، نكتشف أن هذا النوع من الصحافة لم يعُد موجوداً في وطننا إلاّ في طرابلس، فيما المناطق الأخرى، وخاصة الجنوب وزحلة وغيرهما، حيث كانت تصدُر صحف عديدة، صارت الآن خالية منها، إلاّ في المناسبات.
ولأن الصحيفة المناطقية الاسبوعية ليست صحيفة خبر بل ما وراء الخبر، فلن تتضمن كلمتي كيفية صناعة الخبر، لكنها في المقابل، ستتضمن ثلاثة محاور قد تساعد في فهم طبيعة الصحافة المناطقية، وتحديدياً الطرابلسية. هذه المحاور هي:
– أولاً: أسباب صمود الصحافة المناطقية في طرابلس فقط.
– ثانياً: لمحة تاريخية عن صحافة طرابلس والشمال.
– ثالثاً: إشكالية صناعة الصفحة الأولى في صحيفة مناطقية أسبوعية.
أما سبب تمسُّك طرابلس بصحافتها المحلية مقابل خسارة المناطق الأخرى لهذه الصحافة، فهو يعود إلى أسباب تاريخية وديموغرافية واقتصادية وسياسية.
– تاريخياً، بين 1893، سنة صدور أول صحيفة في طرابلس، و1993، أي خلال مئة سنة، صدر أكثر من مئة صحيفة شمالية، وكان مركز غالبيتها الساحقة طرابلس.
وهذا العدد الكبير من الصحف يُعبِّر عن تقليدٍ ثابتٍ وحاجة مُلِحَّة للتعبير عن قضايا ذات خصوصيات تحمل تمايزات عن الدولة المركزية وعاصمتها بيروت.
– ديموغرافياً تختلف طرابلس (ومعظم شمال لبنان)، عن باقي المناطق اللبنانية، لجهة الموقف من النزوح إلى بيروت وضواحيها، إذ فيما تُعتبر بيروت، بالنسبة إلى معظم اللبنانيين هي «المدينة«، يعتبر الطرابلسيون، ومعظم الشماليين، طرابلس «المدينة»، أو «البلد» كما يسمونها.
ومن هذا المنطلق يُحجِم معظمهم عن النزوح إلى العاصمة، معتبرين طرابلس مستقرهم المهنيّ والسكني.
(جزء من نص أطول)
تنويهات
– يحتوي الكتاب على معظم الصحف والمجلات الطرابلسية والشمالية التي صدرت منذ 1893 وحتى نهاية 2017.
– يعتبر المؤلف أن الكتاب يُكمل ما بدأه «المجلس الثقافي للبنان الشمالي»، اسبوع الصحافة عام 1996 بجهود رئيس المجلس الدكتور نزيه كبارة.
– يضم الكتاب صور بعض الصحف والمجلات التي لم تتوفر للمجلس الثقافي للبنان الشمالي في عام 1996. (يوجد في الكتاب 37 صورة لجرائد ومجلات مختلفة عن الصور الموجودة في كتاب المجلس الثقافـي).
– يضم الكتاب صور المجلات والمطبوعات التي صدرت من قبل نوادي أو جمعيات أو مدارس أو رابطات أو نقابات الخ.
– يضم الكتاب أكثر من 200 صورة لمجلة أو جريدة أو كتاب.
– يضم الكتاب بعض صور أغلفة الكتب النادرة لطرابلسيين قدماء (مؤلفين أو معرّبين) للتعريف بها.
– استغرق اكتمال هذا الأرشيف حوالي النصف قرن.
– يعتبر المؤلف أن تجربته في «المجلس الثقافي للبنان الشمالي» منذ 1980 وحتى الآن غذّت مصادره ومعلوماته.
– يضم الكتاب صور قديمة لبعض الصحف والمجلات من خارج طرابلس (لبنان – سوريا – فلسطين – مصر) بسبب التصاقها بالوجدان المعرفي الطرابلسي في النصف الأول من القرن العشرين.
– ينوه الكتاب بالصحف والمجلات السياسية وغير السياسية المستمرة في الصدور والتي توقفت عنه سواء في الماضي أو الحاضر.
– يُصحح الكتاب ترتيب ظهور الصحف الأولى في طرابلس كما يلي: طرابلس الشام، المباحث، الرغائب بدل: طرابلس الشام – الرغائب – المباحث. وذلك بالوثيقة المرفقة التي تُثبت ذلك من مجلة المباحث (ص 40).
– يضم الكتاب ترجمات لبعض المشاهير من أهل الصحافة (طرابلسية أو عربية) قديماً وحديثاً.
– ينوه المؤلف ببعض الأخطاء التي وردت في كتب المراجع الشهيرة، نصححها بناء على الصحف نفسها.
– أرفق المؤلف عدة صور لأعداد مختلفة من الجريدة أو المجلة نفسها في بعض الأحيان لأسباب منشورة.
– نوه المؤلف بأن ثمة أصحاب صحف أو رؤساء تحرير لأكثر من جريدة أو مجلة واحدة أو وكالة أنباء في طرابلس.
– يضم الكتاب بالإضافة إلى المراجع والمصادر أسماء السادة الذين استعان بمعلوماتهم قديماً وحديثاً.
– يضم الكتاب معلومات عن معظم المكتبات في طرابلس العامة والخاصة والتجارية قديماً وحديثاً عل قدر الإمكان.
– يضم الكتاب أسماء معظم المطابع القديمة والحديثة في طرابلس، وما توفر من معلومات عنها قديماً وحديثاً.
– إن عدم جودة بعض الصور لجهة وضوحها، يرجع إلى تلف هذه الأعداد وقدمها.
– يعتقد المؤلف أن الكتاب قد يحتوي بعض الأخطاء والتي يأمل أن تكون بسيطة.
– يعتذر المؤلف عن اغفال بعض المكتبات الخاصة والتي قد تكون أهم من المكتبات الخاصة المنوه بها في هذا الكتاب.
– للمقارنة بين صور كتاب المجلس الثقافي وصور كتاب «التراث الفكري الطرابلسي» راجع الصور التالية: البيان، طرابلس الشام، النجوم، المباحث، لباب الألباب، كراكوز، إهدن، الأخبار، صدى الشمال، الإرشاد الاجتماعي، الإنشاء، الصباح، التمدن الإسلامي، طرابلس حسن رعد، اللواء الإسلامي، الرائد، الصرخة، صوت الفيحاء، المفشكل، الحضارة، التحرير، الانتقاد، الشروق، التمدن، صوت البلاد، صوت طرابلس، التقوى، التوحيد، الضياء، الثقافة النفسية، الأديب، البستان، النافذة، الطوارئ، الجماهير، الدوائر، منارات.
المطابع في لبنان
لم تبدأ حركة المطابع إبان العصر العثماني إلاّ بعد عام 1727 حين رفع الباب العالي الحظر على الطباعة باللغة العربية، قبل ذلك التاريخ كان جبل لبنان يطبع كتبه في إيطاليا (الفاتيكان) أو فرنسا، رغم أن جبل لبنان استورد مطبعة لطباعة كتبه الدينية بالحرف السرياني حوالي العام 1610 (مطبعة دير مار قزحيا في شمال لبنان). وفي العام 1732 أنشأ الأرشمندريت عبدالله زاخر مطبعة عربية جديدة في دير يوحنا الشوير للروم الكاثوليك في المتن وطبع فيها أول كتاب باللغة العربية عام 1734. أما في بيروت فقد أسس البروتستانت عام 1834 أول مطبعة عربية حين نقلوا المطبعة الأميركية من جزيرة مالطة إلى بيروت وصكوا لها حروفاً عربية. وفي العام 1848 أنشأ اليسوعيون المطبعة الكاثوليكية. أما في طرابلس فقد كان الأدباء والشعراء وعلماء الدين يطبعون كتبهم ومنشوراتهم في بيروت أو اسطمبول أو دمشق أو القاهرة، حتى إنشاء «مطبعة البلاغة» في طرابلس لمؤسسها محمد كامل البحيري 1889 ثم «مطبعة الحضارة» لصاحبها جرجي وصموئيل ينّي عام 1909 و«مطبعة الفيحاء» عام 1912، وكرت مسبحة المطابع في طرابلس بعد ذلك لتلبي المستجدات الثقافية والسياسية والتاريخية وغيرها وخصوصاً بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى عام 1918 وانتشار الجرائد المحلية لدرجة تسمية أحد الشوارع المهمة في طرابلس بشارع المطابع.