طرابلس لبنان - سياسية مستقلة

كلنا يبكي الوطن فمن استباحه

جميع السياسيين اللبنانيين هتفوا بالثوابت التالية:

– اختلاف الرأي لا يُذهب الود.

– احترام الرأي الآخر واجب.

– الحوار سيد الحلول.

– لا للبنان المزرعة.

– لا لاستئثار فريق على آخر.

– لا لدعاة تقسيم لبنان.

– لا لتهميش أحد.

– نعم للوحدة الوطنية.

– لا يمكن ان يُلغي أحدنا الآخر.

لم يبق سياسي لبناني إلاّ وهتف بهذه المسلمات وشاركهم جميع الأحزاب والطوائف والكوادر والتكتلات والأطياف، تبناها الجميع.

والسؤال الذي يطرح نفسه:

– هل هذا التبني «شعارات لا مضمون لها»؟؟

– وهل هي كلمات لا أثر لها على أرض الواقع؟؟

– وهل هي كلام سياسي لذر الرماد في العيون؟؟

– هل قائله يُخفي في نفسه ما لا يُبديه؟؟

أسئلة يجيب عنها البعض بالشتائم والإهانات والاتهامات التي يتبادلونها!!!

– فهل هذا يدل على الود والاحترام المتبادل؟

– هل الحرية بلا حدود تسمح بقبيح الكلام ومرذول الألفاظ؟!

ولا شك أن ا يجري تحت الطاولة ووراء الكواليس أشد إيلاماً وأثخن جراحاً. فيالك من عصر شقينا به، وأشقى الرعاة من شقيت به رعيته. إن هذه الممارسات المخزية لاّ شك بأن نتائجها سلبية على الوطن والمواطن سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وأخلاقياً حتى ان السِلْم الأهلي الذي لم يكتمل بعد أصابه الوهن.

مخاوف

ثم ان المغترب اللبناني أوجس خيفة من العودة إلى الوطن الأم. والسائح الأجنبي غيَّر وجهة سياحته لما يسمع من أخبار سيئة. وأفراد الشعب ساورهم الخوف والجزع على مستقبل وطنهم. كل هذا والشعب يلوذ بالصبر  المضني، ولكن إلى متى؟؟ وأليس للصبر حدود؟

إني أخاف من فتنة عمياء في البلاد قد يعمل على إشعالها الأشرار ومؤامرات يُحيكها أعداء الوطن من دعاة التقسيم، أصحاب المربعات الأمنية المنتشرة على الأرض اللبنانية.

والأغرب من ذلك أن يُحرَّم على القوى الأمنية اللبنانية دخول بعض المناطق!! ان هذا الشيء عجاب.

وهكذا تفقد الدولة سلطتها في مواجهة الذين يتحكمون بالوطن ولا يهمهم ديمومته أو عدمها، والأولوية لمصالحهم ومن أجلها دخلوا فردوس السياسة و«لبنانهم» بخير طالما تؤمّن تلك المصالح: «إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبا».

إن هذه التمثيليات والسيناريوهات التي يقومون بها إنما هي صفات ومواقف مرذولة اشتهر بها اليهود، والدليل فيما يلي:

إبان الدعوة الإسلامية إعتنق الإسلام أحد زعماء اليهود آنذاك «عبدالله بن سلام»،

وبناء لرغبته جمع الرسول صلى الله عليه وسلم قبيلته (الزعيم اليهودي) بوجوده (مستتراً عنهم) رسول الله صلى الله عليه وسلم سألهم: ما رأيكم بعبدالله بن سلام؟؟

أجابوا: زعيمنا ابن زعيمنا وسيدنا وابن سيدنا. فخرج بن سلام من مخبئه وقال: «أشهد ان لا إله إلاّ الله وأن محمداً رسول الله» فصرخ اليهود الحاضرون على الفور: أنت سفيهنا وابن سفيهنا!

– فهل وصلت السياسة في لبنان إلى هذا المستوى؟؟؟

– وهل هذا دليل عافية؟؟

– وهل فيه تباشير خير لديمومة لبنان؟؟

الحق نقول «إذا وُسِّدَ الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة».

ساعة الخزي، ساعة الانهيار السياسي والاجتماعي والاقتصادي.

وواجبنا جميعاً حماية هذا الوطن من كل هذه المخاطر.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.