طرابلس لبنان - سياسية مستقلة

كيف لا أنتفض غضباً وأثور وجعاً


كيف لا أنتفض غضباً وأثور وجعاً ونحن نرى “طرابلس المظلومة” أو “إمبراطوريّة ميم المحنّطة والمتهاوية” التي لطالما طالبنا برفع يد الظلم والحرمان والإهمال والتهميش عن مرافقها الإقتصاديّة والإجتماعيّة والبيئيّة والحيويّة وهي:
مرفأ، محطة القطار، معرض، منطقة إقتصاديّة خاصة، مطار، مصفاة النفط، معالم أثريّة وسياحيّة أو المدينة التاريخيّة، ملعب أولمبي، محطتيّ تسفير، محطة تكرير المياه الآسنة، مكب النفايات، مستودع الفرز، مركز معاينة الآليّات – ميكانيك، مُجمّع سوق الخضار،… إلخ
وقبل كل ذلك عدم تطبيق الإنماء المتوازن واللامركزيّة الإداريّة التي نصّت عليهما وثيقة الوفاق الوطنيّ “اتفاق الطائف”.
ويا خوفي اليوم أن يضاف إلى تلك الميمات ما بات يُهدد ويستبيح المدينة من: مخارج ومداخل ومفارق، ماليّة، مدارس، معاهد، مستشفيات، مصارف، مؤسّسات عامّة وخاصّة،… دون سواها من المناطق!!!
كيف لا أنتفض غضباً وأثور وجعاً ونحن نشهد يوميّاً حالات تعثر ماديّ لزملاء تجار ومخاطر تهدد كيانهم ومصيرهم ونحن نتألم عاجزين…
كيف لا أنتفض غضباً وأثور وجعاً ونحن نشهد يوميّاً إقفالاتٍ لمحال تجاريّة ومؤسّسات استُنزفت وانهارت أمام أسوأ كارثة اقتصاديّة وماليّة بسبب ظالمين عاثوا فساداً وأمعنوا في تدمير إدارة شؤون البلاد والعباد.
كيف لا أنتفض غضباً وأثور وجعاً والتدابير المصرفيّة الجائرة خنقت التاجر والمواطن على حدٍ سواء، حيث فاقمت أزمة انعدام السيولة، وانهيار سعر صرف الليرة، وضعف القدرة الشرائيّة، والجمود، والكساد، والإنكماش التجاريّ غير المسبوق.
(تتنة المنشور ص 2)
كيف لا أنتفض غضباً وأثور وجعاً وأنا أشاهد يوميّاً كيف يُفتّش البعض في حاويات الزبالة عن لقمة طعام يهزم بها جوعه.
كيف لا أنتفض غضباً وأثور وجعاً وقد تخطى عدد المصروفين من وظائفهم مئة وخمسين ألفاً، وعدد من غادر لبنان بدافع الهجرة بنحو سبعين ألفاً، واقفال مئات المصانع والمتاجر والشركات، وما يزيد عن ٢٥٠ مؤسّسة سياحيّة، الخ…
كيف لا أنتفض غضباً وأثور وجعاً وأرى بأم العين كيف الحرائق تلتهم الشجر والبشر والحجر ولا إمكانيات للإطفاء، وكيف الأمطار والسيول أغرقت الطرق والسيّارات وأتلفت البضائع في المحال التجاريّة وهجرت الناس من بيوتها، والسبب هو الفساد والغش والإهمال وتبادل التهم والتنصّل من المسؤوليّات.
كيف لا أنتفض غضباً وأثور وجعاً بوجه من سوّلت نفسه أن يغش ويزوّر ويتقاضى أغلى الأثمان بأدويّة السرطان وتراه يسرح ويمرح دون عقاب…
كيف لا أنتفض غضباً وأثور وجعاً ونحن يتهددنا أمننا الإجتماعيّ من جرّاء نقص بالدواء والغذاء والمواد الطبيّة، ونناشد دول العالم بالتسول منها.
كيف لا أنتفض غضباً وأثور وجعاً ونحن لا نزال نرى يومياً من يُقدّم محبته لزعيمه على مصلحة الوطن والولاء إليه.
لذلك اناشد أهلي في طرابلس بخاصةٍ وفي سائر الوطن بعامةٍ، وأقول أن دعم الثورة هو واجب وطنيّ علينا تلبيته بالحضور الميداني بالتكاتف والتعاضد، والمطالبة والضغط بالإسراع بتكليف وتأليف حكومة إنقاذ قوامها شخصيّات جديرة وقديرة وتحظى بثقة الشعب، على أن يتقدّم جدول أعمالها معالجة الإنهيار الإجتماعيّ والإقتصاديّ الذي يهدد سلمنا الأهليّ، رفع الحصانة عن كافة المسؤولين والكشف عن أرصدتهم، محاكمة الفاسدين، استرجاع الأموال المنهوبة، التحضير والدعوة لإنتخابات برلمانيّة مبكرة، إشراك نادي القضاة والمفكرة القانونيّة، بالتالي نكون قد بدأنا أولى الخطوات نحو بناء دولة المواطنة القادرة والسويّة التي تلامس طموح الشعب وتوفر سُبل العيش لمواطنيها بثقة وكرامة وعدل ومساواة… الخ
أخيراً وليس آخراً، حذار… حذار… حذار من تشويه الثورة وانحراف مطالبها واضعافها، بالتالي التنبه لتفويت كل محاولة مشبوهة تنال من احقيّتها، فالمطلوب تحصينها سلميّاً والتضامن والتنسيق بين الشعب اللبنانيّ الواحد في كافة المناطق لا على حساب منطقة دون أخرى. حمى الله لبنان واللبنانيّين
غسَّان عبدالرحمَن الحُسَامي
رئيس رابطة الجامعيّين في الشمال

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.